بسم الله الرحمن الرحيم
اّيات قرءانية ولكن !
تحتاج شرح لنقف على معناها الحقيقى بعد أن وجدت أن عدم شرحها يسبب وجود شبهة لدى بعض من المسلمين .
وشرحها أيضا مفيد للباحثين عن الحق من غير المسلمين
طبعاً شرح الاّيات سهل الوصول إليه من مواقع التفسير ولكن بعض القرّاء والزوار يحتاج جمع مبسط لذا فكرت فى جمع مجموعة اّيات وتفنيدها بطريقتين أولاً شرح مبسط منى للاّية يفيد صغار السن وصاحب أى منهج فكرى مهما كان سنه أى بأسلوب جداً مبسط وقد أستخدم أحاديث نبوية تحمل معانى فى القراّن أتناولها بشرح مبسط يفيد الموضع الذى استشهد بها فيه .ثانياً الطريقة الثانية وضع خلاصة تفاسير موثوقة لكبار العلماء - ابن كثير ،الطبرى ،القرطبى وغيرهم -بذكر المصدر لمن يريد الزيادة
وسأقوم بذلك على هيئة فقرات أجمع فى كل فقرة الاّيات المتشابهة من حيث المعنى التى ذُكرت فى أكثر من موضع.
نبدأ؟
هيا
:**المجموعة الأولى**
سأضع لها مقدمة بقول الله تعالى :
"ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله "
خلاصة القول أن اتباع الهوى من المهلكات لأنه يؤدى إلى ضلالة..
ولأنه أحد صور إعجاب المرء بشخصه وفكره وقناعاته مما يؤدى إلى ضلال فكرى وقناعة عقيمة لم تأتى بعد مشاركة المخالف أو نصح الثقات ..
*********************
سأستخدم تقسيم أعجنى لشيخ حول اتباع الهوى بين فئات مسلمة سأستخدمه فى الفكر عامة بوجهة نظر خاصة وشرح شخصى
حيث أعجبنى تقسيمه مستخدماً شرح معنى الهوى ونتائجه وسبل التخلص منه
سأستخدم فقط التقسيم بأسلوبى الخاص جداً
بما يخدم موضوع النقاش
*********************
مامعنى اتباع الهوى؟
ببساطة :
اتباع الهوى هو غلق العقل عن إستيعاب المخالف ،وصد النفس عن استدراك الأمور وتفنيدها ،وإحكام الجدل فى كل مايخالف قناعة الشخص بدون تفنيد للرأى المخالف وبدون بحث جدى عن حقيقة وصدق القناعات الشخصية ،كل ذلك فى سبيل إرضاء شهوات أو إيماناً بقناعة موروثة دون أدنى محاولة شك وبحث..
أماالمعنى العام لاتباع الهوى فى الإسلام أى لشخص مسلم ..فهو اتباع شهوات النفس وتتبع الملذات والأخذ بالشبهات والمتشابهات وابتداع محدثات لإرضاء حاجة نفسية دون استماع لنصح ، وبتكبر عن اتباع إمام وبجدل حول نهج السلف دون وجود أى مقابل بحجة وبرهان بسند من السنة والقرءان رغم اتباعه للإسلام !
**********************
مانتائج اتباع الهوى؟
ببساطة :
اتباع الهوى سبب تردى الأخلاق واتباع الشهوات واعتياد المنكرات ،هو سبب أخذ الأديان والأفكار والقناعات من أشخاص سبقوا الفرد كإرث أخذه اكتفى بماوصلوا إليه وعدَّ إقتناعهم أكبر دليل على صدق ماأخذه منهم والحافز فى الدفاع عنه وصد كل ماهو مخالف إما بجدل عقيم أو هجوم مرير ،
اتباع الهوى يعمى القلوب والأبصار والأسماع
والنتيجة الأشد والأكبر المد فى الطغيان
ويمدهم فى طغيانهم يعمهون
لذا من سمات المؤمن الصالح بوصف القرءان الكريم
نهى نفسه عن اتباع هواها
ونهى النفس عن الهوى
*************************
ماوسائل التخلص من اتباع الهوى؟
أولا : أول وسيلة للتخلص من اتباع الهوى هى مقاومته و مخالفته بالشك فيه والنظرة لقناعات الفرد على أنها قناعات ظنية لا بديهية ويقينية
ثانياً : البحث والقراءة حول كل صوت يخالف قناعاتى مثلا كسنية أجد أصوات تخالف مذهبى صوت الشيعة صوت الأباضية صوت المعتزلة أضع نفسى فى موقف محايد وأبحث عن الحق فيما يخالف فكرى حتى أصل لقناعة تامة بعد
حوار
بحث
قراءة
جمع بين القناعة الشخصية والقناعات المخالفة وتفنيد حجج كل جانب
بعدها اسمع الصوت المخالف الأوسع كمسلم مقابل ملحد أو نصرانى أو يهودى وبالمثل
حوار
بحث
قراءة "من موثوق"
تفنيد
وعدم اعتبار قناعاتى مسلمة إلا بعد اليقين والإيمان التام
ثالثاً :الأخذ من موثوق كل جانب
فمثلاً لتقتنع بالإسلام لابد أن تقرأ فى أمهات كتب وكتب لعلماء موثوق بعلمهم لا رجل كفلان مثلاً نجد حول بعض أفكاره شبهات عدة دون ذكر أسماء.
لتحاور كمسلم شخص نصرانى لابد أن تكون ملماً بنقطة الحوار تاريخياً ولغويا وتفسيراً وبياناً إن كانت اّية أو رواية أو حديث نبوى وملماً بما يقابلها من معنى فى أوثق مالدى الجانب الاّخر -الكتاب المقدس- ومعنى الإلمام الإحاطة والبحث والوصول للمعنى الحقيقى لنقطة الحوار أى تصل (لقناعة الاّخر) .هذا مهم جداً.
وتصل إلى ماقد يخفيه هو لتجنب الدفاع واستخدام الهجود بغرض أى شىء إلا الوصول للحق
هذا مهم أيضاً -الإحاطة التامة -
إذا حدث ذلك من كلا الجانبين لن نرى حوارات مهمة تنتهى بسب ولعن..-وهذا للأسف يحدث فى الغالب.. -
المهم
***
قد يقول البعض الاّن :
حديثك يحمل نبرة إرثك للدين الإسلامى وكأنه الصحيح وغيره باطل عكس ماترمين إليه !
كما قلت
حوار
بحث
قراءة الموثوق
تفنيد
وعدم اعتبار قناعاتى مسلمة إلا...> بعد اليقين والإيمان التام
فالإنسان لن يشك طوال عمره بل لابد أن يصل إلى قناعة ونهج معين ولكن
بعد
أؤكد
بعد
قراءة وبحث وحوار وتفنيد فيتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً وفطرةً ومنهجاً
فالإنسان لن يشك طوال عمره بل لابد أن يصل إلى قناعة ونهج معين ولكن
بعد
أؤكد
بعد
قراءة وبحث وحوار وتفنيد فيتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً وفطرةً ومنهجاً
***
نأتى لتفصيل اّيات قراءنية بعد تلك المقدمة البسيطة رأيت ضرورة تفسيرها لنا كمسلمين قبل غير المسلمين
** المجموعة الأولى **
رأيت الجمع بين تلك الاّيات للتدرج بعد ذلك فى المجموعات القادمة بإذن الله
سأستخدم طريقة شرح اّيات باّيات طريقة جداً جداً مفيدة
أنت
ركز معى الله يكرمك
هيا
****
مثلاً قوله تعالى
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
كلمة المغضوب عليهم تثير شبهة
اشرحها ببساطة ثم أضع شرح لابن كثير
اللهم اهدنا إلى اتباع صراطك المستقيم صراط كل من اتبع رسلك وأنبياءك صراط كل من سمع وعقل ووعى لا صراط من جاءتنا أخبار عنهم أن جاءت إليهم الأخبار وجاءهم (البلاغ المبين )فقابلوه بالتكذيب (تماروا بالنذر) فغضبت عليهم بكفرهم وجحدهم اّياتك .
يقول ابن كثير :
اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ هُمْ الْمَذْكُورُونَ فِي سُورَة النِّسَاء حَيْثُ قَالَ تَعَالَى : " وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُول فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْل مِنْ اللَّه وَكَفَى بِاَللَّهِ عَلِيمًا"
أقول أى
طاعة جاءت بعد بيان الاّيات وظهور البلاغ المبين
غَيْر صِرَاط الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَهُمْ الَّذِينَ فَسَدَتْ إِرَادَتهمْ فَعَلِمُوا الْحَقّ وَعَدَلُوا عَنْهُ وَلَا صِرَاط الضَّالِّينَ وَهُمْ الَّذِينَ فَقَدُوا الْعِلْم فَهُمْ هَائِمُونَ فِي الضَّلَالَة لَا يَهْتَدُونَ إِلَى الْحَقّ.
هائمون فى الضلالة باتباعهم الهوى كما سبق وشرحت معناه بالأعلى
نتدرج معاً فى الشرح بسرد اّيات أخرى :
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِين}
يقول ابن كثير :
وقوله " فإن تولوا " أي بعد هذا البيان وهذا الامتنان فلا عليك منهم " فإنما عليك البلاغ المبين " وقد أديته إليهم
قول اّخر لله تعالى أظهر لنا نوره
بشرحه أيضا باّيات قرءانية أخرى
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
فلم إذا الرسالة والإنذار ماداموا فى كل الحالات لن يؤمنوا؟؟
ببساطة :
حتمية العذاب جاءت بمعرفة وعلم الله لمن يكذب الرسالات أظهر الله البعض للرسول صلى الله عليه وسلم وكما حدث مع نوح عليه السلام قبله ان أوحى الله إليه أنه لن يؤمن إلا من قد اّمن (علم من الله لا اجبار على الكفر )
فحتمية العذاب تبشير بجهنم لمن كذَّب
وهذا النوع من الاّيات فى حد ذاته إنذار ونوع من أنواع التبليغ فالرسول صلى الله عليه وسلم بشير ونذير
يأتى السؤال لم خلقهم وهو يعلم بكفرهم؟ هل ليعذبهم ؟
الأصل فى الخلق التوحيد والعبادة
الله يعلم ماسنفعله ولكن هب أنه أدخلك الجنة بسابق علمه ستعترض؟أقصد دون حياة وموت ؟
لا طبعا لن تعترض وجه الإعتراض سيكون لمن سيدخل النار وقتها
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}
لذا فمن العدل ومن حكمة الله خلق الدنيا وخلق الإنس وأنزل التكليف بالرسالات
{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ }
جاء فى تفسير ابن كثير
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد
ويتشدق الكثير بكلمة تهديد ووعيد التى جاءت فى التفسير دون تدبر للقراّن الكريم فدعونى أشرح بتبسيط كالعادة .
أنزل الله رسالات وبين باّيات ووضع الحجة والبرهان فى كتبه السماوية
فمن شاء الله جعله مؤمناً ومشيئته بتثبيته على يقينه بما جاءه واّمن به
ومن شاء الله جعله كافراً باتباعه هواه وتكذيبه للبلاغ المبين فيمده الله فى طغيانه
انظر باقى الاّية
{إِنَّا أَعْتَدْنَا للظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
هنا يظهر معنى الوعيد فى التفسير فمن اتبع هواه وضل عن السبيل شاء الله بعلمه المسبق أنه سيكفر شاء له وقدر له نار بالوصف الذى جاء فى الاّية
ودليل ذلك الشرح كلمة (للظالمين ) فهم ظلموا فاستحقوا العذاب
{اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين }
لمن تبعك منهم
بالتوفيق بين الاّيات تظهر أن مشيئة الله مشيئة علم
ومشيئة الكافر مشيئة إختيار
جاء فى تفسير ابن كثير
عن ابن عباس" إن الذين كفروا " أي بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " أي إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك
ويحتمل أن يكون لا يؤمنون خبرا لأن تقديره إن الذين كفروا لا يؤمنون ويكون قوله تعالى " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم" جملة معترضة والله أعلم .
وفى تفسير الجلالين جملة جدا مفيدة
وقيل : خبر " إن " " سواء " وما بعده يقوم مقام الصلة , قاله ابن كيسان . وقال محمد بن يزيد : " سواء " رفع بالابتداء , " أأنذرتهم أم لم تنذرهم " الخبر , والجملة خبر " إن " . قال النحاس : أي إنهم تبالهوا فلم تغن فيهم النذارة شيئا
تبالهوا أيضا تظهر معنى اتباع الهوى ودحض الحجج بالسفيه لا بالبرهان والدليل مجرد تكذيب لاتباع شهوات وتمسك بإرث الأباء والأجداد
فى المقدمة تحدثت عن اتباع الهوى فهم اتبعوا هواهم فضلوا عن السبيل رغم النذر والاّيات ووقع هذا فى علم الله فحق عليهم العذاب واطلعنا الله على جزء من غيبه وهو دخولهم النار بتلك الاّيات
وقوله تعالى " لقد حق القول على أكثرهم " قال ابن جرير لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون " فهم لا يؤمنون " بالله ولا يصدقون رسله .
أقول
حتم عليهم أنهم لايؤمنون حتمية علم . فحق عليهم عذابه والدليل قوله لايؤمنون بالله ولايصدقون أى يكذبون رساله اختياراً لا إجباراً .
سيأتى فى المجموعات القادمة شرح مفصل لمعنى المشيئة الإلهية فى القراّن
أضع اّية تنهى هذه المجموعة .
{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}
جاء فى تفسير ابن كثير ماينهى هذا اللبس الخاص بالمشيئة ويقتلعه من جذوره
أي كذبوا بالحق إذ جاءهم واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم وقوله " وكل أمر مستقر " قال قتادة معناه أن الخير واقع بأهل الخير والشر واقع بأهل الشر
انتهى .
يأتى
{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ }
جاء فى تفسير ابن كثير
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد
ويتشدق الكثير بكلمة تهديد ووعيد التى جاءت فى التفسير دون تدبر للقراّن الكريم فدعونى أشرح بتبسيط كالعادة .
أنزل الله رسالات وبين باّيات ووضع الحجة والبرهان فى كتبه السماوية
فمن شاء الله جعله مؤمناً ومشيئته بتثبيته على يقينه بما جاءه واّمن به
ومن شاء الله جعله كافراً باتباعه هواه وتكذيبه للبلاغ المبين فيمده الله فى طغيانه
انظر باقى الاّية
{إِنَّا أَعْتَدْنَا للظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
هنا يظهر معنى الوعيد فى التفسير فمن اتبع هواه وضل عن السبيل شاء الله بعلمه المسبق أنه سيكفر شاء له وقدر له نار بالوصف الذى جاء فى الاّية
ودليل ذلك الشرح كلمة (للظالمين ) فهم ظلموا فاستحقوا العذاب
{اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين }
لمن تبعك منهم
بالتوفيق بين الاّيات تظهر أن مشيئة الله مشيئة علم
ومشيئة الكافر مشيئة إختيار
جاء فى تفسير ابن كثير
عن ابن عباس" إن الذين كفروا " أي بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " أي إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك
ويحتمل أن يكون لا يؤمنون خبرا لأن تقديره إن الذين كفروا لا يؤمنون ويكون قوله تعالى " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم" جملة معترضة والله أعلم .
وفى تفسير الجلالين جملة جدا مفيدة
وقيل : خبر " إن " " سواء " وما بعده يقوم مقام الصلة , قاله ابن كيسان . وقال محمد بن يزيد : " سواء " رفع بالابتداء , " أأنذرتهم أم لم تنذرهم " الخبر , والجملة خبر " إن " . قال النحاس : أي إنهم تبالهوا فلم تغن فيهم النذارة شيئا
تبالهوا أيضا تظهر معنى اتباع الهوى ودحض الحجج بالسفيه لا بالبرهان والدليل مجرد تكذيب لاتباع شهوات وتمسك بإرث الأباء والأجداد
فى المقدمة تحدثت عن اتباع الهوى فهم اتبعوا هواهم فضلوا عن السبيل رغم النذر والاّيات ووقع هذا فى علم الله فحق عليهم العذاب واطلعنا الله على جزء من غيبه وهو دخولهم النار بتلك الاّيات
وقوله تعالى " لقد حق القول على أكثرهم " قال ابن جرير لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون " فهم لا يؤمنون " بالله ولا يصدقون رسله .
أقول
حتم عليهم أنهم لايؤمنون حتمية علم . فحق عليهم عذابه والدليل قوله لايؤمنون بالله ولايصدقون أى يكذبون رساله اختياراً لا إجباراً .
سيأتى فى المجموعات القادمة شرح مفصل لمعنى المشيئة الإلهية فى القراّن
أضع اّية تنهى هذه المجموعة .
{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}
جاء فى تفسير ابن كثير ماينهى هذا اللبس الخاص بالمشيئة ويقتلعه من جذوره
أي كذبوا بالحق إذ جاءهم واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم وقوله " وكل أمر مستقر " قال قتادة معناه أن الخير واقع بأهل الخير والشر واقع بأهل الشر
انتهى .
يأتى
**
البلاغ المبين
والحجة الساطعة ببرهان واّيات
وما المقابل من الكافر بتلك الاّيات؟
والحجة الساطعة ببرهان واّيات
وما المقابل من الكافر بتلك الاّيات؟
**
تطير ، تكذيب ،قتل ، بدون حجة وبرهان وسماع
{ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
{ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْـزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ }
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا}
النتيجة
*
طبع الله على قلوبهم بسبب كفرهم
والمد فى الطغيان
{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
أى يتركهم ولا يمنعهم رغم قدرته}
طغيانهم أى نتائج اتباع هواهم .
بإذن الله للحديث بقية أستودعكم الله .
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
ماذا يا إيمان؟؟
هل الله يقلب القلوب أى يقلب قلبى من الإيمان للكفر؟؟
كنت قد أنتهيت من الفقرة ولكن هذا الفتى استوقفنى بسؤاله
دعونى أشرح له قبل الخروج من الصفحة
كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول :
اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك.فقالت أم سلمة يا رسول الله، أوإنَّ القلوب لتتقلب؟ قال: نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه .
!!!
وفى رواية
يقلبها كيف يشاء .
{ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
{ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْـزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ }
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا}
النتيجة
*
طبع الله على قلوبهم بسبب كفرهم
والمد فى الطغيان
{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
أى يتركهم ولا يمنعهم رغم قدرته}
طغيانهم أى نتائج اتباع هواهم .
بإذن الله للحديث بقية أستودعكم الله .
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
ماذا يا إيمان؟؟
هل الله يقلب القلوب أى يقلب قلبى من الإيمان للكفر؟؟
كنت قد أنتهيت من الفقرة ولكن هذا الفتى استوقفنى بسؤاله
دعونى أشرح له قبل الخروج من الصفحة
كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول :
اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك.فقالت أم سلمة يا رسول الله، أوإنَّ القلوب لتتقلب؟ قال: نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه .
!!!
وفى رواية
يقلبها كيف يشاء .
***
شرح مبسط :
اللهم يامالك القلوب وتعلم سرى وجهرى يامقلب القلوب فأنت تعلم إيمان قلبى وفعلى وتعلم هوى نفسى ونقاط قوتى وضعفى فثبت قلبى على اتباع مايكبح جماح هوى نفسى بما فى قلبى من يقين بك وايمان تحققت منه بنفسى اللوامة" حتى لا اتبع هوى نفسى "الأمارة بالسوء" فيذبل يقينى وينقص إيمانى فتغضب علىّ وتمدنى فى طغيانى وتتركنى لهوى نفسى فانقلب من إيمان وطاعة لمعصية وهوان
(بسبب اتباعى لهوى بعد علم ويقين بالحق فتمدنى بعد اصرار فى المعصية أى تتركنى لنفسى الأمارة بالسوء باختيارى لفعل مالايرضيك)
فيامقلب القلوب اجعل ظاهرى وباطنى قلبى وقالبى على دينك فلا اتردى ابداً
واجعل نفسى "مطمئنة بالإيمان
واسألك أن تثبت قلبى على الإيمان وصد كل مايثير هوى نفسى من شهوات وملذات وبدع ومتِّعه بالإيمان وبحلال الدنيا ولا تجعلنى بباطنى أخالف ظاهرى فأسقط فى الطغيان
فنقى قلبى لأن أول اتباع الهوى حديث نفس فيفسد الباطن ويليه الظاهر فاسألك الثبات على الإيمان قلبا حتى ينصلح ويثبت العمل على مايرضيك.
.
لذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم دوما يقول : "اللهم لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولاتجعل الدنيا أكبر همنا"(رواه الترمذي\3502)
الله أكبــــــر
أعيد وضع شرح سابق لتلك العبارة النور
اللهم يامالك القلوب وتعلم سرى وجهرى يامقلب القلوب فأنت تعلم إيمان قلبى وفعلى وتعلم هوى نفسى ونقاط قوتى وضعفى فثبت قلبى على اتباع مايكبح جماح هوى نفسى بما فى قلبى من يقين بك وايمان تحققت منه بنفسى اللوامة" حتى لا اتبع هوى نفسى "الأمارة بالسوء" فيذبل يقينى وينقص إيمانى فتغضب علىّ وتمدنى فى طغيانى وتتركنى لهوى نفسى فانقلب من إيمان وطاعة لمعصية وهوان
(بسبب اتباعى لهوى بعد علم ويقين بالحق فتمدنى بعد اصرار فى المعصية أى تتركنى لنفسى الأمارة بالسوء باختيارى لفعل مالايرضيك)
فيامقلب القلوب اجعل ظاهرى وباطنى قلبى وقالبى على دينك فلا اتردى ابداً
واجعل نفسى "مطمئنة بالإيمان
واسألك أن تثبت قلبى على الإيمان وصد كل مايثير هوى نفسى من شهوات وملذات وبدع ومتِّعه بالإيمان وبحلال الدنيا ولا تجعلنى بباطنى أخالف ظاهرى فأسقط فى الطغيان
فنقى قلبى لأن أول اتباع الهوى حديث نفس فيفسد الباطن ويليه الظاهر فاسألك الثبات على الإيمان قلبا حتى ينصلح ويثبت العمل على مايرضيك.
.
لذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم دوما يقول : "اللهم لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولاتجعل الدنيا أكبر همنا"(رواه الترمذي\3502)
الله أكبــــــر
أعيد وضع شرح سابق لتلك العبارة النور
****
معنى اللهم لاتجعل مصيبتنا فى ديننا
اى لو ان المصيبة فى الدنيا لهانت ولو فى الدين لعظمت
مصائب الدنيا
المرض الإبتلاء فى الجسد التشوه الإعاقات الفقر فقدان حبيب
تابع موضوعى معنى الابتلاء ونعم فى المصائب
اى لو ان المصيبة فى الدنيا لهانت ولو فى الدين لعظمت
مصائب الدنيا
المرض الإبتلاء فى الجسد التشوه الإعاقات الفقر فقدان حبيب
تابع موضوعى معنى الابتلاء ونعم فى المصائب
اما التعوذ من الابتلاء فى الدين تعوذ من امراض القلوب
من الابتداع فى الدين
من السقوط فى الشهوات ولذة الدنيا الزائفة
من هجر السنن
من سوء فهم نصوص الدين
من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم بنشر وتعليم حديث مكذوب او ضعيف
من ترك الفرائض
من الغفلة عن مراقبة الله
من طلب متع لا ترضى الله
من الشرك بالله بالخوف من غيره او التوسل ممن سواه
من الشك والسقوط فى ظلمات الشبهات بسبب البعد عن الكتاب والسنة وهدى الصالحين
من السخط عند البلاء
بإختصار التعوذ من كل مايؤدى إلى غضب الله وعقابه
من الابتداع فى الدين
من السقوط فى الشهوات ولذة الدنيا الزائفة
من هجر السنن
من سوء فهم نصوص الدين
من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم بنشر وتعليم حديث مكذوب او ضعيف
من ترك الفرائض
من الغفلة عن مراقبة الله
من طلب متع لا ترضى الله
من الشرك بالله بالخوف من غيره او التوسل ممن سواه
من الشك والسقوط فى ظلمات الشبهات بسبب البعد عن الكتاب والسنة وهدى الصالحين
من السخط عند البلاء
بإختصار التعوذ من كل مايؤدى إلى غضب الله وعقابه
***
وتستشعر فى كلمة أكبر همنا معنى اتباع الهوى المنهى عنه فى الإسلام
والذى يتعوذ منه الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو من هو حتى نتعلم منه نحن اللهم صلى وسلم وبارك عليه بقدر حبك فيه .
الشرح
دوما أقول نحتاج للجمع بين اّيات قراّنية وأحاديث نبوية بشرح مبسط لنقف على جمال الإسلام
{يثبت الله الذين اّمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الاّخرةويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء}
اّمنوا ثم استقاموا وتركو الهوى واتبعوا الحق يثبتهم الله .
أما من اتبع هواه "ظلم نفسه"وطغى واستكبر عن الحق بجدل عقيم بدون حجة وبحث فيضله الله أى يقلب قلبه إلى ماغلب فى نفسه وفعله من اتباع هوى وضلال وشهوات بل واستهزاء بالصالحين كاّخر سلاح له بعد أن فشل حوارياً ومنهجياً هذا إن حاول أصلاً الحوار فيضله الله بتركه على الطريق الذى اختاره لنفسه سواء كان مسلم بالإسم فقط أو على غير الإسلام.
والذى يتعوذ منه الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو من هو حتى نتعلم منه نحن اللهم صلى وسلم وبارك عليه بقدر حبك فيه .
الشرح
دوما أقول نحتاج للجمع بين اّيات قراّنية وأحاديث نبوية بشرح مبسط لنقف على جمال الإسلام
{يثبت الله الذين اّمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الاّخرةويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء}
اّمنوا ثم استقاموا وتركو الهوى واتبعوا الحق يثبتهم الله .
أما من اتبع هواه "ظلم نفسه"وطغى واستكبر عن الحق بجدل عقيم بدون حجة وبحث فيضله الله أى يقلب قلبه إلى ماغلب فى نفسه وفعله من اتباع هوى وضلال وشهوات بل واستهزاء بالصالحين كاّخر سلاح له بعد أن فشل حوارياً ومنهجياً هذا إن حاول أصلاً الحوار فيضله الله بتركه على الطريق الذى اختاره لنفسه سواء كان مسلم بالإسم فقط أو على غير الإسلام.
****
نصيحة :
اقرأ وابحث وفنِّد
جاهد هوى النفس
اتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً
ولإن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير }
حاءك من العلم
أى رأيت الحق ظاهرا فاتبعه واترك كل هين كبيت العنكبوت وتمسّك بالحق ولاتتردد فى إعلان قناعتك به وبعدها أكثر من القراءة وسماع محاضرات لأعلام الجانب الذى اتخذته لتزداد يقيناً وإيماناً وعلماً وتواضعاً
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
إلى اللقاء فى مقتطفات إيمانية جديدة .
فى القادم بإذن الله نجد شرح مبسط حول المعنى الكريم فى
ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى
والاّيات التى تحمل نفس المعنى
ونجد أيضا ومن يضلل الله فما له من هاد
ومثيلاتها فى المعنى فى القرءان الكريم
وغيرها بإذن الله
وكل مجموعة سأضع قبلها مقدمة بسيطة تساعد فى فهمها .
*****************
كتبته أختكم في الله :
إيمان عبد الفتاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
**المجموعة الثانية **
نضع مقدمة لتلك المجموعة بالاّية الكريمة
" وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
خلاصة القول أن مشيئة العبد تأتى تبعاً لمشيئة الله أى أراد الله أن يكون للعبد مشيئة فلا يُحدث ولا يفعل إلا ماأراده الله أى ما شاء الله له أن يكون له فيه إختيار وقدرة .
أى أن مشيئة الله تسبق مشيئة العبد
********************
ما معنى مشيئة الله؟
يتضح معنى المشيئة فى قوله تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
و قولهِ "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ "
أى إذا أراد الملك يقول كن فيكون مايريد كما أراده مكاناً وزماناً وهيئةً .
يفعل مايريد ولا يُسأل عمّا يفعل بل يكشف لعباده إن أراد عن جزء من علمه وفعله وحكمته "وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ "
فهو خالق قادر مالك أحد لا شريك له
أراد أن يكون هناك سماء وأرض ففعل
أراد أن يكون هناك إنس وجن وملائكة وهوام وخلق كثير نعلم ولا نعلم ففعل
أراد أن يكون الملائكة مكروهين على الطاعة والإيمان لا يعصون الله ماأمرهم ففعل
أراد أن يترك للإنسان حرية إختيار فى كل ماسيحاسبه عليه ففعل
قَدَره على عباده إنساً وجناً كيف يكون ومامعناه ؟؟
" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
القدر معناه **
علم أزلى ، خلق أفعال "أى قدرة وإرادة " ،حرية بعد إرادة إلهية " وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ، اللوح المحفوظ كتب فيه كل ماعلمه بكماله عن عباده قبل أن يخلقهم
فهو خالق القدرة والإرادة ولا يجبر عباده على طاعة أو معصية " لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ "
فسرى يا إيمان ببساطة
نعم
أقول
شاء الله أن يكون له عباداً يعبدونه إنساً وجناً فخلقهم
من كماله يعرف ماهم فاعلون مسبقاً فكتب أفعالهم واختياراتهم فى كتابٍ عنده "اللوح المحفوظ" " مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ "
لم كتب؟
لأنه أراد وشاء وهذا لا يؤثر فى فعل العباد لأنه سر مكتوم و علم مسبق منه تعالى .
(أراد) أى (شاء) أن يجعل لهم مشيئة فى كل ماسيحاسبهم عليه و(شاء) أن يكونوا مجبورين فى بعض قدره عليهم وهو كل قدر يخصهم ولا يحاسبون عليه من شكل وجنس وصحة ومرض بأى أرض يموت الواحد منهم ولا ننسى ،
- فى نطاق مشيئة العبد يقع اختياره لأفعال قد تؤدى به لمرض كالتدخين والزنا فيحاسب وقد تؤدى به لبركة وزيادة فى العمر كصلة الأرحام وهو مايسمى بالقدر المعلق أى معلق على إختيار العبد وتصرفاته -وهذا هو المراد بقوله تعالى: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "
* ملاحظة الإنتحار مثلاً يؤدى إلى الموت ولكن الإنتحار فعل بوسيلة يختارها العبد لذا يحاسب عليه ومعلوم مسبقاً عند الله أين وكيف سيموت ولو شاء الله ألا يموت بوسيلة الإنتحار لفعل لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت أى لا تعلو مشيئة العبد على مشيئة الله ولكن مع ذلك سيحاسب على محاولة الإنتحار -إختيار الفعل -
" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلً "
بإذنه أى علمه المسبق ومشيئته .
يقول الطبرى :
القول في تأويل قوله تعالى : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا } يعني تعالى ذكره بذلك : وما يموت محمد ولا غيره من خلق الله إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه , فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له وأذن له بالموت فحينئذ يموت , فأما قبل ذلك فلن تموت بكيد كائد ولا بحيلة محتال .
نعود لمعنى قدر الله على العباد فى التفاسير..
يقول ابن كثير :
وقوله تعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر " كقوله " وخلق كل شيء فقدره تقديرا " وكقوله تعالى " سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى " أي قدر قدرا وهدى الخلائق إليه ولهذا يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على إثبات قدر الله السابق لخلقه وهو علمه الأشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برئها .
تدبر قوله تعالى :
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
تجمع بين مشيئة الله ومشيئة العبد
فالله لا يغير مابعباده من نعم وكذلك نقم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم من طاعة لمعصية أو العكس
يقول الطبرى :
القول في تأويل قوله تعالى : { ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } يقول تعالى ذكره : وأخذنا هؤلاء الذين كفروا بآياتنا من مشركي قريش ببدر بذنوبهم وفعلنا ذلك بهم , بأنهم غيروا ما أنعم الله عليهم به من ابتعاثه رسوله منهم وبين أظهرهم , بإخراجهم إياه من بينهم وتكذيبهم له وحربهم إياه ; فغيرنا نعمتنا عليهم بإهلاكنا إياهم ,
تذكر **
" ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبا "
روايات مهمة **
حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب
سئل عن هذه الآية
**المجموعة الثانية **
نضع مقدمة لتلك المجموعة بالاّية الكريمة
" وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
خلاصة القول أن مشيئة العبد تأتى تبعاً لمشيئة الله أى أراد الله أن يكون للعبد مشيئة فلا يُحدث ولا يفعل إلا ماأراده الله أى ما شاء الله له أن يكون له فيه إختيار وقدرة .
أى أن مشيئة الله تسبق مشيئة العبد
********************
ما معنى مشيئة الله؟
يتضح معنى المشيئة فى قوله تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
و قولهِ "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ "
أى إذا أراد الملك يقول كن فيكون مايريد كما أراده مكاناً وزماناً وهيئةً .
يفعل مايريد ولا يُسأل عمّا يفعل بل يكشف لعباده إن أراد عن جزء من علمه وفعله وحكمته "وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ "
فهو خالق قادر مالك أحد لا شريك له
أراد أن يكون هناك سماء وأرض ففعل
أراد أن يكون هناك إنس وجن وملائكة وهوام وخلق كثير نعلم ولا نعلم ففعل
أراد أن يكون الملائكة مكروهين على الطاعة والإيمان لا يعصون الله ماأمرهم ففعل
أراد أن يترك للإنسان حرية إختيار فى كل ماسيحاسبه عليه ففعل
قَدَره على عباده إنساً وجناً كيف يكون ومامعناه ؟؟
" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
القدر معناه **
علم أزلى ، خلق أفعال "أى قدرة وإرادة " ،حرية بعد إرادة إلهية " وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ، اللوح المحفوظ كتب فيه كل ماعلمه بكماله عن عباده قبل أن يخلقهم
فهو خالق القدرة والإرادة ولا يجبر عباده على طاعة أو معصية " لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ "
فسرى يا إيمان ببساطة
نعم
أقول
شاء الله أن يكون له عباداً يعبدونه إنساً وجناً فخلقهم
من كماله يعرف ماهم فاعلون مسبقاً فكتب أفعالهم واختياراتهم فى كتابٍ عنده "اللوح المحفوظ" " مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ "
لم كتب؟
لأنه أراد وشاء وهذا لا يؤثر فى فعل العباد لأنه سر مكتوم و علم مسبق منه تعالى .
(أراد) أى (شاء) أن يجعل لهم مشيئة فى كل ماسيحاسبهم عليه و(شاء) أن يكونوا مجبورين فى بعض قدره عليهم وهو كل قدر يخصهم ولا يحاسبون عليه من شكل وجنس وصحة ومرض بأى أرض يموت الواحد منهم ولا ننسى ،
- فى نطاق مشيئة العبد يقع اختياره لأفعال قد تؤدى به لمرض كالتدخين والزنا فيحاسب وقد تؤدى به لبركة وزيادة فى العمر كصلة الأرحام وهو مايسمى بالقدر المعلق أى معلق على إختيار العبد وتصرفاته -وهذا هو المراد بقوله تعالى: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "
* ملاحظة الإنتحار مثلاً يؤدى إلى الموت ولكن الإنتحار فعل بوسيلة يختارها العبد لذا يحاسب عليه ومعلوم مسبقاً عند الله أين وكيف سيموت ولو شاء الله ألا يموت بوسيلة الإنتحار لفعل لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت أى لا تعلو مشيئة العبد على مشيئة الله ولكن مع ذلك سيحاسب على محاولة الإنتحار -إختيار الفعل -
" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلً "
بإذنه أى علمه المسبق ومشيئته .
يقول الطبرى :
القول في تأويل قوله تعالى : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا } يعني تعالى ذكره بذلك : وما يموت محمد ولا غيره من خلق الله إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه , فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له وأذن له بالموت فحينئذ يموت , فأما قبل ذلك فلن تموت بكيد كائد ولا بحيلة محتال .
نعود لمعنى قدر الله على العباد فى التفاسير..
يقول ابن كثير :
وقوله تعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر " كقوله " وخلق كل شيء فقدره تقديرا " وكقوله تعالى " سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى " أي قدر قدرا وهدى الخلائق إليه ولهذا يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على إثبات قدر الله السابق لخلقه وهو علمه الأشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برئها .
تدبر قوله تعالى :
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
تجمع بين مشيئة الله ومشيئة العبد
فالله لا يغير مابعباده من نعم وكذلك نقم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم من طاعة لمعصية أو العكس
يقول الطبرى :
القول في تأويل قوله تعالى : { ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } يقول تعالى ذكره : وأخذنا هؤلاء الذين كفروا بآياتنا من مشركي قريش ببدر بذنوبهم وفعلنا ذلك بهم , بأنهم غيروا ما أنعم الله عليهم به من ابتعاثه رسوله منهم وبين أظهرهم , بإخراجهم إياه من بينهم وتكذيبهم له وحربهم إياه ; فغيرنا نعمتنا عليهم بإهلاكنا إياهم ,
تذكر **
" ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبا "
روايات مهمة **
حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب
سئل عن هذه الآية
" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ "
فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله ربه الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار
ببساطة
من كلمة خلقت نستشعر بمشيئة الله
ومن كلمة يعملون نستشعر بمشيئة العبد
من الشرح الأول فى بداية المجموعة نقول :
من الناس من قدّر الله أن يكونوا مؤمنين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بمشيئتهم عمل أهل الجنة فدخلوها
ومن الناس من شاء الله أن يكونوا كافرين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بشميئتهم عمل أهل النار فدخلوها
لا يوجد عبد مجبور على فعل معين بل مشيئته خاضعة لمشيئة الله من علم وخلق القدرة والإختيار أى السماح بالقدرة فى الإختيار (أى االتكليف ).
الاّن تفهم معى معنى
" إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ "
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
وأخرج البخارى ومسلم :
" إن العبد ليعمل عمل أهل النار ، وإنه من أهل الجنة . ويعمل عمل أهل الجنة ، وإنه من أهل النار ، وإنما الأعمال بالخواتيم "
ييسر تلك الرواية فهمنا لتلك
581 - إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار فإذا كان قبل موته بحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته بحول فيعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها.
نأتى الاّن لمعنى خلق العبد للجنة
قلنا أن الله تعالى شاء أن يكون له عباد وشاء أن يكون لهم - أرجو التركيز جيداً -قدرة وإختيار ، القدرة والإختيار من خلق الله لا العبد بمثابة أدوات يستخدمها حيث شاء لذا إذا خلق الله عبدا فاختار بالأدوات التى وهبها الله له الخير استعمله الله للخير ليكون من أهل الجنة . لذا يقال خلق فلان للجنة .
وإذا خلقه الله واستعمل أدوات الفعل فى الشر فهو من أهل النار فيتركه يعمل بعمل أهل النار لا يوقفه ولا يهديه جبراً لأنه تعالى شاء من البداية أن يكون عباده مخيرين فى أفعال الخير والشر
نأتى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
لم يفهم البعض أن الأمر جبرى هنا؟؟؟
من كلمة يختم له يا إيمان !
كيف هذا يا أهل الخير ؟!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى المعنى إن العبد فلان له من العمر ستون عاماً عاش بين عبادة وصوم وزلات تغفر برحمة الله لأن الله يغفر الذنوب جميعا كل ذلك باختياره اختار فعل الخيرات واستعمله الله للخير والصدقات رأى امرأة فحدثته نفسه الأمارة بالسوء فوقع عليها باختيارٍ منهما ومات قبل أن يتوب وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا وهو لم يتب ومات فكان من أهل النار
وهذا فلان سكيراً عاصياً لم يصلى أبداً ولم يصم ولم يأمر ببر ولم ينهى عن منكر فى مرة حدث موقف جعله يتوقف عند حياته تذكر الحساب بكى استغفر تاب وقرر أن يحج البيت ويتصدق ومات بعد شهر أو أكثر كما أراد الله له من عمر وهو على حاله بعد أن عاش خمسين عاماً مابين معصية ونشر للفحش فكتب من أهل الجنة فما كان الله ليظلم عبدا أناب إليه واستغفر .
فالله -يعلم أنه من أهل الجنة - لذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يختم له أى يعرف له الخير فى اّخر عمره لأنه سيتوب ويرجع
قلنا الله يعلم أفعال العباد وكتبها عنده لذا فى الرواية فلان من أهل الجنة فلان من أهل النار
لان الله علم منه فعل أفعال اهل الجنة أو النار لذا نجد مبشرين بالجنة واّخرون بالنار
*****************
"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا "
اى ما علمه عنا وعرفه ومكتوب فى الصحف وما كتبه علينا من صحة ومرض وذرية وعقم ووو
*****************
َ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك
لأنه حدث ومعلوم لذا جاءت بالفعل الماضى أصابك واخطأك أى وقع مافى اللوح المحفوظ ..
((إنَّ أحدكم يُجمع خلقُهُ في بطن أُمِّه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات تكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره إنَّ أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)) وهذا لفظ مسلم.
فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله ربه الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار
ببساطة
من كلمة خلقت نستشعر بمشيئة الله
ومن كلمة يعملون نستشعر بمشيئة العبد
من الشرح الأول فى بداية المجموعة نقول :
من الناس من قدّر الله أن يكونوا مؤمنين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بمشيئتهم عمل أهل الجنة فدخلوها
ومن الناس من شاء الله أن يكونوا كافرين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بشميئتهم عمل أهل النار فدخلوها
لا يوجد عبد مجبور على فعل معين بل مشيئته خاضعة لمشيئة الله من علم وخلق القدرة والإختيار أى السماح بالقدرة فى الإختيار (أى االتكليف ).
الاّن تفهم معى معنى
" إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ "
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
وأخرج البخارى ومسلم :
" إن العبد ليعمل عمل أهل النار ، وإنه من أهل الجنة . ويعمل عمل أهل الجنة ، وإنه من أهل النار ، وإنما الأعمال بالخواتيم "
ييسر تلك الرواية فهمنا لتلك
581 - إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار فإذا كان قبل موته بحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته بحول فيعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها.
نأتى الاّن لمعنى خلق العبد للجنة
قلنا أن الله تعالى شاء أن يكون له عباد وشاء أن يكون لهم - أرجو التركيز جيداً -قدرة وإختيار ، القدرة والإختيار من خلق الله لا العبد بمثابة أدوات يستخدمها حيث شاء لذا إذا خلق الله عبدا فاختار بالأدوات التى وهبها الله له الخير استعمله الله للخير ليكون من أهل الجنة . لذا يقال خلق فلان للجنة .
وإذا خلقه الله واستعمل أدوات الفعل فى الشر فهو من أهل النار فيتركه يعمل بعمل أهل النار لا يوقفه ولا يهديه جبراً لأنه تعالى شاء من البداية أن يكون عباده مخيرين فى أفعال الخير والشر
نأتى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
لم يفهم البعض أن الأمر جبرى هنا؟؟؟
من كلمة يختم له يا إيمان !
كيف هذا يا أهل الخير ؟!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى المعنى إن العبد فلان له من العمر ستون عاماً عاش بين عبادة وصوم وزلات تغفر برحمة الله لأن الله يغفر الذنوب جميعا كل ذلك باختياره اختار فعل الخيرات واستعمله الله للخير والصدقات رأى امرأة فحدثته نفسه الأمارة بالسوء فوقع عليها باختيارٍ منهما ومات قبل أن يتوب وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا وهو لم يتب ومات فكان من أهل النار
وهذا فلان سكيراً عاصياً لم يصلى أبداً ولم يصم ولم يأمر ببر ولم ينهى عن منكر فى مرة حدث موقف جعله يتوقف عند حياته تذكر الحساب بكى استغفر تاب وقرر أن يحج البيت ويتصدق ومات بعد شهر أو أكثر كما أراد الله له من عمر وهو على حاله بعد أن عاش خمسين عاماً مابين معصية ونشر للفحش فكتب من أهل الجنة فما كان الله ليظلم عبدا أناب إليه واستغفر .
فالله -يعلم أنه من أهل الجنة - لذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يختم له أى يعرف له الخير فى اّخر عمره لأنه سيتوب ويرجع
قلنا الله يعلم أفعال العباد وكتبها عنده لذا فى الرواية فلان من أهل الجنة فلان من أهل النار
لان الله علم منه فعل أفعال اهل الجنة أو النار لذا نجد مبشرين بالجنة واّخرون بالنار
*****************
"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا "
اى ما علمه عنا وعرفه ومكتوب فى الصحف وما كتبه علينا من صحة ومرض وذرية وعقم ووو
*****************
َ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك
لأنه حدث ومعلوم لذا جاءت بالفعل الماضى أصابك واخطأك أى وقع مافى اللوح المحفوظ ..
((إنَّ أحدكم يُجمع خلقُهُ في بطن أُمِّه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات تكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره إنَّ أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)) وهذا لفظ مسلم.
و لذلك لم يميز لنا سبحانه من اهل الجنة او النار الا اعمالهم ، فقال (يعملون بعمل اهل الجنة) او (يعملون بعمل اهل النار)
أى فعلهم واختيارهم
وسبق وشرحنا معنى يكتب وكذلك يسبق عليه الكتاب أى يحدث ماهو معلوم منه عند الله مسبقاً ..
لذلك ليس السؤال الحقيقي هنا، لما العمل؟؟ بل السؤال .. ماذا اعمل لاكون ممن يعلم الله تعالى عنهم انهم من اهل الجنة؟
نربطه بالحديث **
وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول نعم. فيقول قد أردت منك ما هو أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي".
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم : (( ما منكم من أحد إل وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة )) قالوا : يا رسول الله أفنتكل على كتابنا وندع العمل ، قال : (( اعملوا فكل ميسر لا خلق له – وأما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة))
وغيرها من روايات عديدة تحمل نفس المعنى الذى أشرنا إليه .
كل ميسر لما خلق له أى لما عُلم وكتب له بعلم الله الأزلى
نربط تلك الجملة بقوله تعالى
" فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى "
يقول الطبرى :
وقوله : { فسنيسره لليسرى } يقول : فسنهيئه للخلة اليسرى , وهي العمل بما يرضاه الله منه في الدنيا , ليوجب له به في الآخرة الجنة .
هل يُفهم من هذا ياإيمان أن الله لم يجعل له إختيار بدليل قول الطبرى يوجب؟؟
لا بل يجب علينا أن ننظر للاّيات قبلها
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
أعطى واجباته واتقى نواهيه وصدق بخلة الله فيسره الله للخير بإختيار منه لفعل الخيرات وترك المنكرات طاعة لله .
**************
تدبر **
( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ" وقوله تعالى: " ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا"
لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك
فكله تحت إحاطة علمك ومشيئتك فتركت العبد يختار .
رواية مهمة **
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟))قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).
فى اى باب تجدها ؟؟؟
فى كتاب القدر شرح صحيح البخارى
وجاء فيه
وقال الخطابي في معالم السنن يحسب كثير من الناس ان معنى القضاء والقدر يستلزم الجبر وفهر العبد ويتوهم ان غلبة ادم كانت من هذا الوجه وليس كذلك وانما معناه الاخبار عن اثبات علم الله بما يكون من افعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه فإن القدر اسم لما صدر عن فعل القادر..
-----------
ومعنى قوله فحج آدم موسى دفع حجته التي الزمه اللوم بها قال ولم يقع من آدم إنكار لما صدر منه بل عارضه بأمر دفع به عنه اللوم قلت ولم يتلخص من كلامه مع تطويله في الموضعين دفع للشبهة الا في دعواه انه ليس للآدمي ان يلوم مثله على ما فعل ما قدره الله عليه وانما يكون ذلك لله تعالى لأنه هو الذي امره ونهاه
======
وقال القرطبي :انما غلبه بالحجة لأنه علم من التوراة ان الله تاب عليه فكان لومه له على ذلك نوع جفاء كما يقال ذكر الجفاء بعد حصول الصفاء جفاء ولأن اثر المخالفة بعد الصفح ينمحي حتى كأنه لم يكن فلا يصادف اللوم من اللائم حينئذ محلا انتهى
والا مامعنى قول الله تعالى أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ؟
ومعنى وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ؟
****************
" قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
هذه نزلت فيمن يعبدون الله على حرف إذا زوجدوا مطر وخير وذرية يقولون هذه من عند الله وإذا أصابهم جدب وموت وهزيمة يقولون هذه من عند محمد لاتباعنا دينه فأنزل الله قل كل من عند الله أى الابتلاء بالأخذ والعطاء يسير فى البر والفاجر والمسلم والكافر ..
" وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
فى تفسير الجلالين:
والنصر من عند الله يكون بالسيف ويكون بالحجة .
ولكن يا إيمان أحياناً وكثيراً ينتصر الظلم والشر فى الحروب !!
هذا للمؤمنين ابتلاء "إن تنصروا الله ينصركم" ليعودوا إليه وللكافرين مد فى الطغيان" ويمدهم فى طغيانهم"
قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
فلو شاء الله لجعلنا مجبورين مكروهين على الطاعة بلا قدرة ولا إختيار
يقول الطبرى :
يقول : فلو شاء ربكم لوفقكم أجمعين للإجماع على إفراده بالعبادة والبراءة من الأنداد والآلهة والدينونة , بتحريم ما حرم الله وتحليل ما حلله الله , وترك اتباع خطوات الشيطان , وغير ذلك من طاعاته . ولكنه لم يشأ ذلك , فخالف بين خلقه فيما شاء منهم .
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا
أى اختار طريق الحق والصواب
يقول الطبرى :
وقوله : { فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا } يقول : فمن شاء من عباده اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحق , والاستعداد له , والعمل بما فيه النجاة له من أهواله { مآبا } , يعني : مرجعا .
بعد ماسبق من شرح لمشيئة الله ومشيئة العبد والقدر وما عرفناه من شرع وواقع يتأكد لدينا إثبات المشيئة للعبد بها يختار فعل الخيرات أو المنكرات
*********
أخيراً
أنت مخير فى كل ماستحاسب عليه
فلا يوجد عبد مجبور على طاعة أو معصية
فالله عدل لا يعذب بما أكره عليه العباد
" إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"
فكل ما بيدك أن تفعله أو لا ستحاسب عليه يحسنة تتضاعف كرما ً أو سيئة تتوب إلى الله منها فتمحى وتبدل بحسنة أو لا تتوب فتأخذ عقابك عليها .
فلا تتكل على علم الله بأفعالك وتقول مكتوب فهو مكتوب معلوم لا إجبار عليك مافيه بل اختيار منك لابد أن يتحقق .
" قد أفلح من زكّها وقد خاب من دسّاها "
*****************
كتبته أختكم في الله :
إيمان عبد الفتاح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أى فعلهم واختيارهم
وسبق وشرحنا معنى يكتب وكذلك يسبق عليه الكتاب أى يحدث ماهو معلوم منه عند الله مسبقاً ..
لذلك ليس السؤال الحقيقي هنا، لما العمل؟؟ بل السؤال .. ماذا اعمل لاكون ممن يعلم الله تعالى عنهم انهم من اهل الجنة؟
نربطه بالحديث **
وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول نعم. فيقول قد أردت منك ما هو أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي".
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم : (( ما منكم من أحد إل وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة )) قالوا : يا رسول الله أفنتكل على كتابنا وندع العمل ، قال : (( اعملوا فكل ميسر لا خلق له – وأما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة))
وغيرها من روايات عديدة تحمل نفس المعنى الذى أشرنا إليه .
كل ميسر لما خلق له أى لما عُلم وكتب له بعلم الله الأزلى
نربط تلك الجملة بقوله تعالى
" فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى "
يقول الطبرى :
وقوله : { فسنيسره لليسرى } يقول : فسنهيئه للخلة اليسرى , وهي العمل بما يرضاه الله منه في الدنيا , ليوجب له به في الآخرة الجنة .
هل يُفهم من هذا ياإيمان أن الله لم يجعل له إختيار بدليل قول الطبرى يوجب؟؟
لا بل يجب علينا أن ننظر للاّيات قبلها
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
أعطى واجباته واتقى نواهيه وصدق بخلة الله فيسره الله للخير بإختيار منه لفعل الخيرات وترك المنكرات طاعة لله .
**************
تدبر **
( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ" وقوله تعالى: " ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا"
لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك
فكله تحت إحاطة علمك ومشيئتك فتركت العبد يختار .
رواية مهمة **
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟))قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).
فى اى باب تجدها ؟؟؟
فى كتاب القدر شرح صحيح البخارى
وجاء فيه
وقال الخطابي في معالم السنن يحسب كثير من الناس ان معنى القضاء والقدر يستلزم الجبر وفهر العبد ويتوهم ان غلبة ادم كانت من هذا الوجه وليس كذلك وانما معناه الاخبار عن اثبات علم الله بما يكون من افعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه فإن القدر اسم لما صدر عن فعل القادر..
-----------
ومعنى قوله فحج آدم موسى دفع حجته التي الزمه اللوم بها قال ولم يقع من آدم إنكار لما صدر منه بل عارضه بأمر دفع به عنه اللوم قلت ولم يتلخص من كلامه مع تطويله في الموضعين دفع للشبهة الا في دعواه انه ليس للآدمي ان يلوم مثله على ما فعل ما قدره الله عليه وانما يكون ذلك لله تعالى لأنه هو الذي امره ونهاه
======
وقال القرطبي :انما غلبه بالحجة لأنه علم من التوراة ان الله تاب عليه فكان لومه له على ذلك نوع جفاء كما يقال ذكر الجفاء بعد حصول الصفاء جفاء ولأن اثر المخالفة بعد الصفح ينمحي حتى كأنه لم يكن فلا يصادف اللوم من اللائم حينئذ محلا انتهى
والا مامعنى قول الله تعالى أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ؟
ومعنى وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ؟
****************
" قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
هذه نزلت فيمن يعبدون الله على حرف إذا زوجدوا مطر وخير وذرية يقولون هذه من عند الله وإذا أصابهم جدب وموت وهزيمة يقولون هذه من عند محمد لاتباعنا دينه فأنزل الله قل كل من عند الله أى الابتلاء بالأخذ والعطاء يسير فى البر والفاجر والمسلم والكافر ..
" وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
فى تفسير الجلالين:
والنصر من عند الله يكون بالسيف ويكون بالحجة .
ولكن يا إيمان أحياناً وكثيراً ينتصر الظلم والشر فى الحروب !!
هذا للمؤمنين ابتلاء "إن تنصروا الله ينصركم" ليعودوا إليه وللكافرين مد فى الطغيان" ويمدهم فى طغيانهم"
قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
فلو شاء الله لجعلنا مجبورين مكروهين على الطاعة بلا قدرة ولا إختيار
يقول الطبرى :
يقول : فلو شاء ربكم لوفقكم أجمعين للإجماع على إفراده بالعبادة والبراءة من الأنداد والآلهة والدينونة , بتحريم ما حرم الله وتحليل ما حلله الله , وترك اتباع خطوات الشيطان , وغير ذلك من طاعاته . ولكنه لم يشأ ذلك , فخالف بين خلقه فيما شاء منهم .
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا
أى اختار طريق الحق والصواب
يقول الطبرى :
وقوله : { فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا } يقول : فمن شاء من عباده اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحق , والاستعداد له , والعمل بما فيه النجاة له من أهواله { مآبا } , يعني : مرجعا .
بعد ماسبق من شرح لمشيئة الله ومشيئة العبد والقدر وما عرفناه من شرع وواقع يتأكد لدينا إثبات المشيئة للعبد بها يختار فعل الخيرات أو المنكرات
*********
أخيراً
أنت مخير فى كل ماستحاسب عليه
فلا يوجد عبد مجبور على طاعة أو معصية
فالله عدل لا يعذب بما أكره عليه العباد
" إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"
فكل ما بيدك أن تفعله أو لا ستحاسب عليه يحسنة تتضاعف كرما ً أو سيئة تتوب إلى الله منها فتمحى وتبدل بحسنة أو لا تتوب فتأخذ عقابك عليها .
فلا تتكل على علم الله بأفعالك وتقول مكتوب فهو مكتوب معلوم لا إجبار عليك مافيه بل اختيار منك لابد أن يتحقق .
" قد أفلح من زكّها وقد خاب من دسّاها "
*****************
كتبته أختكم في الله :
إيمان عبد الفتاح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 التعليقات:
إرسال تعليق