بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا مايتسائل العباد عن حقهم على الله سبحانه وتعالى
وهو أمر مُسلسل او دعنا نقول أن حق العباد على الله هو نتيجة منطقية لأداء واجبهم أمام الله أو حقه تعالى عليهم
***
حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل قال
كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق الله على العباد قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا فى كتاب الإيمان صحيح مسلم
ومن الشرح :
قال صاحب التحرير اعلم أن الحق كل موجود متحقق أو ما سيوجد لا محالة
فحق الله تعالى على العباد معناه ما يستحقه عليهم متحتما عليهم وحق العباد على الله تعالى معناه أنه متحقق لا محالة . هذا كلام صاحب التحرير وقال غيره : إنما قال حقهم على الله تعالى على جهة المقابلة لحقه عليهم ...
***
بإختصار ألزم الله نفسه بالعدل والرحمة وعدم تعذيب من حقق حق الله عليه ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً والظلم هنا مرادف للشرك تماماً كقول الله تعالى : الَّذِينَ آمنوا وَلمْ يَلْبسُوا إِيمَانَهمْ بظُلْمِ أولَئكَ لَهُم الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدونَ ، أى لم يختلط بتوحيدهم شرك بالله تعالى وهم فى ذلك صنفان إما مؤمن لم يقع فى الكبائر أو تاب منها فله بذلك الأمن من عذاب النار أو وقع فى كبائر وذنوب فله بذلك الأمن من الخلود فى النار أى خلود دون الخلود وهو معنى قول الله تعالى وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وقوله : وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً
فكما نرى حتى المؤمن صاحب الكبيرة ينجيه الله من عذاب الخلود فى النار .
لأن الذنوب والمعاصى مهما عظمت ووصلت إلى الكبائر لا تُعدم صاحبها توحيده وإيمانه الذى به _ أى إنعدام التوحيد _ يستحق الفرد الخلود فى النار..
وهذا معنى الرواية بين أيدينا :
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق .
باب ذكر الملائكة كتاب بدء الخلق ..صحيح البخاري ..
وعدم الدخول هنا أى عدم الخلود فيها خلود الكافر ..
السؤال وإن لم يتب ؟!
نعم وإن لم يتب
فقال الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني -رحمه الله تعالى-:
ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر، فإنه لا يُكَفَّرُ بها، وإن خرج عن الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص، فإن أمره إلى الله -عز وجل- إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقَب على ما ارتكبه واكتسبه، ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده فيها، بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار.
(ولو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة: لم ييأس من الجنة. ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب: لم يأمن من النار) .
ولكن الكافر يأس من الجنة والنار والبعث والحساب .
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم من اليهود قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور
وكذلك الإيمان درجات كلما زاد فى القلب زاد الوجل من عقاب الله مع الرجاء فتكثر الأعمال الصالحة .
وهذا معنى قوله : "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ محمَّداً عبده ورسُولُه وَأنَ عِيسى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وكلمتُه ألقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه والجَنَّةَ حقٌّ والنَّارَ حقٌّ أدخله الله الجَنة على ما كان من العمل "
لذا فالكافر لم يؤمن بكلمة التوحيد ولا بالجنة والنار والبعث والحساب فحُرمت عليه الجنة فكيف يكفر بها وبمن خلقها ومن بشّر بها ويأمل فى العيش فيها !
لذا رحمته تعالى غلبت وسبقت غضبه ,
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
إيمان عبد الفتاح
كثيرا مايتسائل العباد عن حقهم على الله سبحانه وتعالى
وهو أمر مُسلسل او دعنا نقول أن حق العباد على الله هو نتيجة منطقية لأداء واجبهم أمام الله أو حقه تعالى عليهم
***
حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل قال
كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق الله على العباد قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا فى كتاب الإيمان صحيح مسلم
ومن الشرح :
قال صاحب التحرير اعلم أن الحق كل موجود متحقق أو ما سيوجد لا محالة
فحق الله تعالى على العباد معناه ما يستحقه عليهم متحتما عليهم وحق العباد على الله تعالى معناه أنه متحقق لا محالة . هذا كلام صاحب التحرير وقال غيره : إنما قال حقهم على الله تعالى على جهة المقابلة لحقه عليهم ...
***
بإختصار ألزم الله نفسه بالعدل والرحمة وعدم تعذيب من حقق حق الله عليه ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً والظلم هنا مرادف للشرك تماماً كقول الله تعالى : الَّذِينَ آمنوا وَلمْ يَلْبسُوا إِيمَانَهمْ بظُلْمِ أولَئكَ لَهُم الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدونَ ، أى لم يختلط بتوحيدهم شرك بالله تعالى وهم فى ذلك صنفان إما مؤمن لم يقع فى الكبائر أو تاب منها فله بذلك الأمن من عذاب النار أو وقع فى كبائر وذنوب فله بذلك الأمن من الخلود فى النار أى خلود دون الخلود وهو معنى قول الله تعالى وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وقوله : وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً
فكما نرى حتى المؤمن صاحب الكبيرة ينجيه الله من عذاب الخلود فى النار .
لأن الذنوب والمعاصى مهما عظمت ووصلت إلى الكبائر لا تُعدم صاحبها توحيده وإيمانه الذى به _ أى إنعدام التوحيد _ يستحق الفرد الخلود فى النار..
وهذا معنى الرواية بين أيدينا :
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق .
باب ذكر الملائكة كتاب بدء الخلق ..صحيح البخاري ..
وعدم الدخول هنا أى عدم الخلود فيها خلود الكافر ..
السؤال وإن لم يتب ؟!
نعم وإن لم يتب
فقال الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني -رحمه الله تعالى-:
ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر، فإنه لا يُكَفَّرُ بها، وإن خرج عن الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص، فإن أمره إلى الله -عز وجل- إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقَب على ما ارتكبه واكتسبه، ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده فيها، بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار.
.
أى يقع فى خطر المشيئة إما عفو بغير عذاب وإما عقاب بعده الجنة ...
إذا الفيصل فى ذلك التوحيد ...
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
إذاً :
حق الله على عباده : الإيمان به وبصفاته وأسمائه وتوحيده وعدم الشرك به وحبه واتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان برسله بإختصار بعد توحيده > إتباع ما جاء به رسول كل أمة وهذا ملمح فى قوله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة إلى جانب ملامح أخرى منها تكفير تارك الصلاة .
نأتى لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم):
أن لا يعذبهم
والمراد هنا عذاب الخلود فى النار ويتضح هذا من اسم الباب
الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا
أسئلة عديدة يطرحها الغير مسلم
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟
هل من قال كلمة التوحيد فى آخر عمره يدخل الجنة على ماكان منه من كفر وجحد وعلى ما سيكون من إيمان بغير عمل ؟
هل يكفى إيمان القلب وعدم نطق الشهادة ؟
الجواب :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما عن إسمعيل بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا ابن علية عن خالد قال حدثني الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا كتاب الإيمان صحيح مسلم
من الشرح :
ومذهب أهل السنة أن المعرقة مرتبطة بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجي من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها , بل اخترمته المنية
إذا مذهب السنة أن التوحيد يتحقق بالقلب ويصدقه القول والعمل بالجوارح ولا يكفى القلب وحده ..
لكن هب أن كافراً أسلم وقت الإحتضار ولم يعمل بأى عمل ؟!
تقبل توبته مالم يغرغر
الله أكبر
ويثبت هذا ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبى طالب عند موته قبل ( الغرغرة )
يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله . رواه البخاري ومسلم.
إذا المحك فى >>> التوحيد والعمل بحسب مايقدره الله فهذا أسلم ومات وهذا أسلم وقال الشهادة بقلبه ولم يسعفه لسانه ومرضه .
وهذا نجده فى رواية أقتطف منها :
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها .
لا إله إلا الله
ونأتى للسؤال :
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟
وأى تكافؤ وأى عدل أكثر من هذا
هذا العذاب والخلود غضب بعد رحمة وإمهال
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب
سنن الترمذى ، وفى البخارى
أن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه أن رحمتى سبقت غضبى .
رحمة الله بالكافر وصور إمهاله له :
فألزم الله نفسه بإمهال الكافر والمذنب وهذه رحمة ،
وألزم نفسه بقبول التوبة والإسلام ولو قبل الغرغرة وهذه رحمة ،
وألزم نفسه بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين وهذه رحمة ،
ومن مظاهر رحمته أيضاً ماألزمنا به نحن كمن قال كلمة التوحيد وصدق بها لمن كفر بها
من حسن المعاشرة وصلة رحم الأهل والإحسان إليهم ولو كفروا
عن أسماء بنت أبي بكررضي الله عنهما ، قالت : قدمت عليَّ أمي ، وهي مشركة في عهد قريشٍ إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إنّ أمي قدمت عليَّ وهي راغبة ، أفأصلها ؟ قال : " نعم ، صليها .
وهذا من الرحمة ونشر كلمة التوحيد بمقتضاها أى بما أدت إليه من حسن العمل والعشرة ومن نفس الباب حسن جوار الكافر والدفاع عن المظلوم وكل صور المعاملة بالمعروف للتأليف والدعوة إلى الكلمة السواء ، وهى التوحيد .
لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين َ.
ومن رحمته التى وضعها فينا وألزمنا بها إجارة المشرك - حتى يسمع كلام الله .
أيضاً من رحمته تأكيد ماجاء به رسله بإشارات فردية أى للكافر بعينه إن شاء الله منها إجابة دعاء المضطر
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوۤءَ
الله
ففى تلك اللحظة المضطر يخلص ولكن ينتكس بعدها على عقبيه كما قال الله تعالى : فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ
لذا فى الآخرة لا يُستجاب لهم وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ لأن الفرصة مرّت والإمهال إنتهى ولم يحقق الكافر واجبه ( التوحيد ) فليس له عند الله حق .
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
أى يقع فى خطر المشيئة إما عفو بغير عذاب وإما عقاب بعده الجنة ...
إذا الفيصل فى ذلك التوحيد ...
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
إذاً :
حق الله على عباده : الإيمان به وبصفاته وأسمائه وتوحيده وعدم الشرك به وحبه واتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان برسله بإختصار بعد توحيده > إتباع ما جاء به رسول كل أمة وهذا ملمح فى قوله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة إلى جانب ملامح أخرى منها تكفير تارك الصلاة .
نأتى لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم):
أن لا يعذبهم
والمراد هنا عذاب الخلود فى النار ويتضح هذا من اسم الباب
الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا
أسئلة عديدة يطرحها الغير مسلم
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟
هل من قال كلمة التوحيد فى آخر عمره يدخل الجنة على ماكان منه من كفر وجحد وعلى ما سيكون من إيمان بغير عمل ؟
هل يكفى إيمان القلب وعدم نطق الشهادة ؟
الجواب :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما عن إسمعيل بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا ابن علية عن خالد قال حدثني الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا كتاب الإيمان صحيح مسلم
من الشرح :
ومذهب أهل السنة أن المعرقة مرتبطة بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجي من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها , بل اخترمته المنية
إذا مذهب السنة أن التوحيد يتحقق بالقلب ويصدقه القول والعمل بالجوارح ولا يكفى القلب وحده ..
لكن هب أن كافراً أسلم وقت الإحتضار ولم يعمل بأى عمل ؟!
تقبل توبته مالم يغرغر
الله أكبر
ويثبت هذا ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبى طالب عند موته قبل ( الغرغرة )
يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله . رواه البخاري ومسلم.
إذا المحك فى >>> التوحيد والعمل بحسب مايقدره الله فهذا أسلم ومات وهذا أسلم وقال الشهادة بقلبه ولم يسعفه لسانه ومرضه .
وهذا نجده فى رواية أقتطف منها :
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها .
لا إله إلا الله
ونأتى للسؤال :
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟
وأى تكافؤ وأى عدل أكثر من هذا
هذا العذاب والخلود غضب بعد رحمة وإمهال
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب
سنن الترمذى ، وفى البخارى
أن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه أن رحمتى سبقت غضبى .
رحمة الله بالكافر وصور إمهاله له :
فألزم الله نفسه بإمهال الكافر والمذنب وهذه رحمة ،
وألزم نفسه بقبول التوبة والإسلام ولو قبل الغرغرة وهذه رحمة ،
وألزم نفسه بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين وهذه رحمة ،
ومن مظاهر رحمته أيضاً ماألزمنا به نحن كمن قال كلمة التوحيد وصدق بها لمن كفر بها
من حسن المعاشرة وصلة رحم الأهل والإحسان إليهم ولو كفروا
عن أسماء بنت أبي بكررضي الله عنهما ، قالت : قدمت عليَّ أمي ، وهي مشركة في عهد قريشٍ إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إنّ أمي قدمت عليَّ وهي راغبة ، أفأصلها ؟ قال : " نعم ، صليها .
وهذا من الرحمة ونشر كلمة التوحيد بمقتضاها أى بما أدت إليه من حسن العمل والعشرة ومن نفس الباب حسن جوار الكافر والدفاع عن المظلوم وكل صور المعاملة بالمعروف للتأليف والدعوة إلى الكلمة السواء ، وهى التوحيد .
لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين َ.
ومن رحمته التى وضعها فينا وألزمنا بها إجارة المشرك - حتى يسمع كلام الله .
أيضاً من رحمته تأكيد ماجاء به رسله بإشارات فردية أى للكافر بعينه إن شاء الله منها إجابة دعاء المضطر
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوۤءَ
الله
ففى تلك اللحظة المضطر يخلص ولكن ينتكس بعدها على عقبيه كما قال الله تعالى : فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ
لذا فى الآخرة لا يُستجاب لهم وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ لأن الفرصة مرّت والإمهال إنتهى ولم يحقق الكافر واجبه ( التوحيد ) فليس له عند الله حق .
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ولو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة: لم ييأس من الجنة. ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب: لم يأمن من النار) .
ولكن الكافر يأس من الجنة والنار والبعث والحساب .
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم من اليهود قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور
وكذلك الإيمان درجات كلما زاد فى القلب زاد الوجل من عقاب الله مع الرجاء فتكثر الأعمال الصالحة .
وهذا معنى قوله : "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ محمَّداً عبده ورسُولُه وَأنَ عِيسى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وكلمتُه ألقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه والجَنَّةَ حقٌّ والنَّارَ حقٌّ أدخله الله الجَنة على ما كان من العمل "
لذا فالكافر لم يؤمن بكلمة التوحيد ولا بالجنة والنار والبعث والحساب فحُرمت عليه الجنة فكيف يكفر بها وبمن خلقها ومن بشّر بها ويأمل فى العيش فيها !
لذا رحمته تعالى غلبت وسبقت غضبه ,
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
إيمان عبد الفتاح
0 التعليقات:
إرسال تعليق